شهدت أسعار الشحن البحري من الصين إلى معظم دول العالم إلى انخفاض كبير، مما أدى إلى انخفاض أسعار الشحن البحري من الصين إلى العقبة.
وعزى الخبراء إلى أن من احدى أسباب تراجع الطلب على البضائع هو بعد تفشي وباء كورونا وإغلاق الصين لعدد من موانئها مما أكدته الحكومة الصينية وأن سبب إغلاق المدن الصينية حاليا هي لمواجهة تفشي وباء كورونا الذي ظهر مجددا في الصين.
وعدم مقدرة العمال وأصحاب الأعمال التنقل من مدينة إلى أخرى بسبب الإغلاقات، و أدى ذلك إلى حالة من الركود وتراجع في الطلب الذي دفع إلى المزيد من التراجع في أسعار الشحن في محاولة لدفع عجلة الإنتاج.
ونذكر مرة أخرى و بسبب الوباء و عدة أسباب اخرى منها الحرب الروسية الأوكرانية.
دخلت سلاسل التوريد والشحن ونقل البضائع في جميع أنحاء العالم في حالة من الفوضى.
ولم تتمكن شركات الشحن من التعامل مع زيادة الطلب و نقص الحاويات الفارغة بالإضافة إلى زيادة الطلب الأمريكي للبضائع في فترة انتعاش السوق.
كيف كانت ردة فعل السوق المحلي من انخفاض الأسعار
من الجدير بالذكر أن معظم التجار المحليين قد عزفوا عن زيادة عدد الطلبيات أو تأخيرها و ذلك لاستغلال الانخفاض الذي حدث هذه الفترة والتطلع فيما لو استمر الانخفاض طمعا في تعويض الخسائر السابقة.
وموازنة أو التقليل من تكلفة البضاعة المخزنة و التي كان سببها ارتفاع أسعار الشحن وعليه و لتخفيف انتشرت لدى التجار فكرة التعويض عن كلفة البضائع المشحونة في الفترة التي كانت أسعار الشحن مرتفعة.
بالمقابل سبب ذلك زيادة المنافسة بين شركات الشحن في الأردن خاصة و شركات الشحن حول العالم من تقديم عروض شحن منافسة لسد انخفاض الطلب و محاولة لدفع عجلة العرض و الطلب.
اقرأ أيضاً: أمر الدفاع يحدد سقوف أجور الشحن البحري
ما هي نسب انخفاض أسعار الشحن؟
كمقارنة عن ما سبق، فقد كانت أسعار الشحن من الصين إلى العراق على سبيل المثال من 9 آلاف و انخفض في شهر سبتمبر /أيلول إلى 4 آلاف دولار للحاويات ذات الفئة/الحجم 40 قدم أي اقل من النصف في فترة لا تتجاوز الثلاثة اشهر.
كما و تراجعت أجور الشحن من الصين إلى الأردن من 6 آلاف إلى 2.5 آلاف دولار للحاويات ذات الفئة/الحجم 40 قدم خلال الفترة نفسها أي انخفاض بنسبة 58% تقريبا “أي اقل من النصف”.
هل كانت أسعار الشحن من الصين هي وحدها من تأثر؟
ولم تكن فقط أسعار الشحن من الصين فقط هي من تأثر, لا بل تسبب الانخفاض في الطلب إلى انخفاض أسعار الشحن من الهند وخصوصا ميناء موندرا الهندي إلى العقبة.
حيث تراجعت أجور الشحن من الهند إلى الأردن من 3 آلاف إلى 1.8 آلاف دولار للحاوية العشرين أي انخفاض بنسبة 40% تقريبا (كون معظم الحاويات المشحونة من ميناء موندرا إلى ميناء العقبة هي حاويات 20 وذلك بسبب تحميل البضائع ذات الوزن العالي مثل الأدوات الصحية , البلاط و السيراميك الهندي) .
اقرأ أيضاً: هل يتم اعتماد الوزن الحجمي ام الوزن الفعلي لاحتساب كلفة الشحن الدولي؟
ماذا سيستفيد السوق المحلي؟
في النهاية كان الارتفاع الكبير في أجور الشحن خلال الجائحة شكل تهديدا كبيرا لتعافي الاقتصاد العالمي، وأدخل الدول النامية والفقيرة في حالة تضخم غير مسبوقة.
ونرجو أن تراجع أجور الشحن سينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد العالمي و عليه ننظر بشغف ماذا سينتج عن هذا الانخفاض من زيادة في الطل و عودة الحياة إلى ما كانت عليه من قبل الجائحة.
خصوصاً بعد الخبرة المكتسبة من هذه التجربة الصعبة التي مرت بها البلاد في استخدام الموارد بالطريقة الصحيحة و تحسين أو تفادي الأخطاء التي ارتبكت في سلاسل التوريد والشحن و ضعف هذه المنظومة والتي أظهرت قوة بعض الشركات الشحن في الأردن و ضعف البعض.